إن
الإنسان في صباه وباكورة شبابه يقبل على الحياة وكله آمال تتدفق بمستقبل
زاهر وتطلعـات متفائـلة … فهـل هو ينصف نفسـه أو يعمـل على تحقيق آمـاله إن
هو شرع في التدخين واعتاده ؟!إن التبغ مادة إدمان وسواء تعـاطاه الإنسـان
تدخينـا أو مضغـا أو شـما فـانه لا يلبت أن يعتاده ويدمن عليـه حتى يصعب
عليـه التخلص منـه بعد أن يستيقن من ضرره ويعرف حجم آثارة الوخيمة في صحته.
التبغ مادة ضرر والعجب أن الإنسان يدفع مـاله ثمنا لهـا وهو يعرف
أنهـا تأتيـه بالمرض وهى طريـق خطر قـد يغـرى المرء باعتيـاد المخدرات التي
هي أقـوى اثر واسرع تدميرا لصحة الإنسـان وإنسانيته والتبـغ سلعـة
تحتكرهـا حفنـة مـن الشركـات تـروج لـها بكـل الوسائل تعمل على نشرها غير
عابئة بالأضرار وغرضها الوحيد الربح الكثـير ، 4,000 مليون دولار تدفعها
الشركات سنويا في الإعلان والدعـاية من اجل سلعتهـا الضـارة وذلك لأنهـا
تحتاج 2.5 مليون مدخن جديد كل عـام لتعويض المدخنين الذين تفقدهم بسبب
الموت بالعلل والأمراض الكثيرة . والدول النـامية هدف رئيسي لحملات تسويق
التبـغ وترويجـه ذلك لان الدول المتقدمة تشهد جهودا طيبة لمكافحة التدخين.
استجابة
للمخـاطر المؤكدة علميا والتي يسببها التدخين على صحة المدخنين وكذلك صحة
غير المدخنين الذين يتعرضون لدخـان الآخرين ، شرعت منظمة الصحـة العـالمية
في العمـل بعزم أكيد على مكافحة هذا البلاء.
من هنا فإن اليوم
العـالمي للامتناع عن التدخين الذي يحتفـل به كل عام في الحادي والثلاثين
من شهر الماء يهدف إلى تشجيع الدول والمجتمعات والأفراد على وعى المشكلة
واتخـاذ القرار المناسب إزاءهـا ولتسهيل هذه المهمة تقترح منظمة الصحة
العالمية شعارا له مغزاه الخاص في كل عام .