حرية الرأي والحوار .. والصدق مع النفس

حرية الرأي والحوار .. والصدق مع النفس

( لُجينيات )
القاسم المشترك بين حائي الحرية
والحوار، هو صاد الصدق مع النفس أولا، وحين يدعي البعض إيمانه الكامل بحرية
الرأي، فذلك يوجب عليه أن يكون صادقا مع نفسه أولا، فأنت لا تستطيع أن
تؤمن بحرية الرأي، ثم تجبر الناس على الأخذ برأيك، وإذا لم يفعلوا اعتبرتهم
رجعيين! أو ( ظلاميين) يحتاجون إلى( تنوير عاجل)! حتى لو دعا الأمر
إلى(إجبارهم) على الأخذ بالرأي المستنير!!- كما قلنا سابقا- أما الحوار فمن
المفترض أنه وسيلة راقية لعرض وجهات النظر، هذا هو المفترض!! وهذه قصة
حوار، لعلها تدل بوضوح، على مدا (غياب) ثقافة الحوار لدينا.

كان
يما كان ... في العام السابع والعشرين بعد المائة الرابعة،والألف من هجرة
الحبيب صلى الله عليه وسلم ... أُقيم في مدينة الرياض معرض للكتاب،
واشتمل المعرض على بعض الندوات الفكرية، ومن بينها، ندوة ( الرقابة
الإعلامية ومتغيرات العصر)، كنا نتصور أن ( فكرة ) الحوار قد بدأت تترسخ،
بعد أن أقامت (الدولة) ( المركز الوطني للحوار الوطني)، وعُقدت عدة لقاءات
تحت مسمى ( الحوار الوطني) وخصص لكل دورة موضوعا بعينه، ولكننا صدمنا بما
نشره إخواننا من (الحداثيين)، أو ( اللبراليين) .. الخ حول ما دار في ندوة (
الرقابة الإعلامية ..)، نعم صدمنا!!! فقد كنا نتوقع أن يأخذوا بأيدنا
لنتعلم فن الحوار وفن تداول الآراء ... أليسوا مهيئين لذلك أكثر منا ؟ بحكم
أنهم أكثر إطلاعا على مختلف الثقافات؟ ونحن جماعة قال الله ... قال الرسول
صلى الله عليه وسلم.. ( يعني مجموعة دراويش)أما هم فقد تفتحت مداركهم بسبب
قراءاتهم المتنوعة ... ( اسبينوزا ) ( ديكارت) ( كانت)... ( هيجل) ..
(سارتر) ...
وخبروا الفن التشكيلي بكافة
مدارسه ... ( الانطباعية ) (التكعيبية) و ( السريالية).. الخ ... ومتعوا
أنظارهم بتلك اللوحات العظيمة .. لوحات ... (آنجر )( ديلاكروا) (
جويا)(جون كونستابل)(مانييه)(رينوار)(بول سيزان)(فان جوخ)(بول جوجان) ..
وتفتحت مشاعرهم على الموسيقى الكلاسيكية .. ولهم اهتماماتهم بفن العمارة
... و قرؤوا طبعا (ذهب مع الريح)(البؤساء)(دافيد كوبر فيلد)(الحرب
والسلام)( المسيح يصلب من جديد) .. وقرؤوا .. غصن افريزر الذهبي
..وشكسبير.. وموليير .. وهيمنجواي .. وكافكا.. وجويس .. وبورخيس.. وبابلو
نيرودا .. و(مائة عام من العزلة) والرجال الجوف ... الأرض اليباب ...
اووووووووف
لكن يا أسفاه ..كل تلك الثقافة ذهبت هدرا ... وبدل أن يعلّمونا الحوار تفننوا في ... لا داعي!!!