إعلام عربى هو من يصنع الديكتاتور

فى
مرحلة هى الأخطر على الأمة العربية مرحلة لا نعلم متى ستنتهى مرحلة دقيقة
فيها من المتغيرات الكثير من سقوط أنظمة كاملة وحكومات أيضا تغيير جذرى طرأ
على العقلية العربية وخصوصا بالشأن السياسى إننا الأن مقبلون على مرحلة
جديدة تتسم بصفات ومتطلبات مغايرة تماما عن الفترة الماضية كنا فى الماضى
شعوب محكومة أما الأن فأصبحنا شعوب حاكمة لم ولن نقبل أن يولد مرة أخرى
مستبد أو ديكتاتور سوف تكون لنا الكلمة العليا سنصبح شعوب شامخة مرفوعة
الرأس لا يحكمها غير حاكم عادل خادم للشعب وليس العكس .

ألوم كل اللوم
على إعلامنا العربى الذى صور لنا حكامنا على أنهم ألهة ونحن عبيد لها إعلام
سنوات وهو يسبح بحمد أنظمة مستبدة أنكشفت وظهرت على حقيقتها إعلام رسم لنا
صور حكام على هيئة ملائكة لم يعطى لنفسه مهلة للتفكير أو حتى مراجعة
حساباته سيل من الأقلام والكتاب هدفها واحد هو التمجيد والتهليل والترويج
لحكام وأنظمة فاسدة سقطت أقنعتهم الزائفة فسقطت معها كل القيم والاخلاق
والطيبة والسماحة التى ظل الإعلام سنوات يتغنى بها حتى أيقنا تماما إن من
يحكمنا ليسوا بشر مثلنا وإنما ملائكة نزلت من السماء كى تنشر العدل والرخاء
على وجه الأرض .

الصحف القومية

أيضا وجدنا صحف
قومية تمول من أموال الشعب وضرائبه ونشأت خصيصا لان تكون لسان حال الشعب
منبره الإعلامى المحايد صوته المسموع لدى المسئولين لكن انحرف تماما عن
مضمونه وأصبح لسان حال النظام والحكومة يدافع عنهم بإستماته غريبة كأن هذه
الأقلام ليست ترى ولا تسمع ولا تشعر وكانهم من كوكب أخر أعماهم المال
والجشع والتطلع الى اعلى حتى ولو على أكتاف شعوب حرمت حتى من منابرها
الإعلامية التى تمولها ولها كل الحقوق فى ملكيتها وفى مايكتب وينشر فيها .

لذلك على كل
إعلامى شريف صاحب قلم حر أن يعى الدرس جيدا ويعلم انه من الأن ان الشعوب
العربية لم ولن تقبل بصناعة ديكتاتور أخر وإن أى حاكم سوف يكون خادم للشعب
ليس إلا طالما رضى أن يكون حاكم لهذا الشعب , انتهى للأبد مهنة صناعة
الديكتاتور والتى كان أهم صانعيها هو الإعلام والذى للأسف نجح نجاح باهر فى
هذه المهنة أكثر من نجاح الحاكم نفسه فى تلميع واظهار نفسه فى ثوب الحاكم
العادل الخادم لشعبه.

ونحن مقبلون
الان على مرحلة التغيير هذه وعلى وجود أنظمة وحكومات جديدة لابد أن يكون
الإعلام مهيىء لتغيير جذرى تغيير ينحاز كل الانحياز الى الشعوب إعلام يصنع
باقلامه شعوب حرة ديموقراطية لها الكلمة العليا شعوب حاكمة لا محكومة
عليهم فقط ان يتمتعوا بالمصداقية وأن تكون كلمة الحق هى سبيلهم والمصادقية
هى طريقهم .