تغريدة الود

تَغْرِيدَةُ الودّ







سَخّرْتَ قلْبَكَ للحَبيبِ الأوّلِ فلما تَصِيرُ لآخَرٍ كالمُثكَل

تَبكي عَليهِ كما بَكيْتَ لغيْره أوَلَمْ تُعوِّدْ مُهْجةً أن تَنسَل

كلُّ الذينَ بَكيْتَهُم في بَهْجةٍ يَقْفُونَ سيْرَ العاشِقِ المُتَنَقِّلِ

فلما المُكوثُ على خَيالِ مُغادرٍ نسيَ الزمان وأهْله بالمُقْبِل

أألِفْتَ حالةَ مكتوٍ في رُوحهِ قرحٌ وحالةَ خدّه المُتبلّل

جَفِفْ جُفُونَكَ منْ هَوىً تُرِكَ الهَوَى ترْكَ القصيدَةِ وَقْفةً للمَنْزِل

هَذَا الفَصِيحُ مَصَبُّ كُلّ حُرُوفنَا فاسْقِي القَصَائِدَ مَاءَهُ لتُجَمَّل

فيه الهَوَى فيه الدَوَى لجِرَاحِنا فيه النّدَى وَقُلِ الدُنى لم تُكْمِلِ

اصطادنا حُسْنُ القُلُوبِ لقُربه لم يُغْرِنا حُسْنُ البَلَى المُتَحَوّل

أنوَاءُه نَقَشَت رُسومَ مَوَدّة لنْ تنْمحي يا راحِلاً هيّا اقفِل

واجْلسْ بِقربهِ سَاعَةً وَانظرْ له تَلقَى الفَصِيحَ بوَجْههِ المُتهلّل

بَدْرا تلَأْلأَ في ظَلَامِ مَوَاقِعٍ يُحْيي رُبُوعا في النُفوسِ الذُبّل

أهدَيْتهُ منْ صَوْت نَوْحِ حَمَامةٍ فِي القَلبِ شَدْوَ سَعَادَةٍ منْ بُلبُلِ