الحمد لله , نحمده و نستعينه ونستغفره , ونتوب إليه
, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ,
من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له
, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
, بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق
, ليظهره على الدين كله ,
بعثه الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً ,
وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ,
فبلغ الرسالة , وأدى الأمانة , ونصح الأمة
, وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين
, ووفق الله من شاء من عباده فاستجاب لدعوته ,
واهتدى بهديه , وخذل الله بحكمته من شاء من عباده
, فاستكبر عن طاعته , وكذب خبره ,
وعاند أمره , فباء بالخسران والضلال البعيد .
أما بعد
في رحاب وأطلال منتدى شباب العرب، لإقدم لكم
أهداف إعادة الجدولة: يمكن حصرها في نقطتين رئيسيتين هما:
*تمكين البلد المدين في تغلب على النقص الحاصل في السيولة الناجمة عن عجزه في الإيفاء بالتزامات خدمة ديونه المستحقة أو التي ستستحق في الأمد القصير.
*إعطاء فرصة مناسبة للبلد المقترض للقيام بتصحيح هيكل اقتصاده الوطني ذات الآثار طويلة الآجل و تحسين أوضاعه الداخلية.
إن
كلفة إعادة الجدولة لا تكون مالية فقط و إنما اقتصادية و اجتماعية كذلك ,
فعلى المستوى المالي تعتبر عملية إعادة الجدولة باهظة الثمن لأن المدين لا
يؤدي فقط المتأخرات
و التسديدات المؤجلة،و إنما يؤدي كذلك أقساط التأخير المتزايد بالإضافة
إلى الفوائد. أما على المستوى السياسة الاقتصادية فتظهر كلفتها من حيث
ضرورة الخضوع لسياسة اقتصادية و مالية و اجتماعية انكماشية .فإذا ما طبقت
هذه السياسات فيجب أن تكون قادرة على استعادة التوازنات الهيكلية لاستخلاص
الفوائض المالية المتزايدة لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها اتجاه الدائنين و
كسب ثقتهم مما يفتح المجال إلى المزيد من الاستدانة و
يؤكد هذا المنطق على حقيقة صارمة تتمثل في إن هذه العملية تصبح عبارة عن
دائرة مفرغة بين نقطتين أولها الاستدانة و أخرها المديونية ثم العودة مرة
أخرى إلى الاستدانة فالمديونية.
الهيئات الوسيطية في مفاوضات إعادة الجدولة:
1.نادي باريس: تأسس نادي باريس عام 1956
كهيئة غير رسمية يمكن أن تسعى الدول المدينة من خلاله إلى تخفيض ديونها
الرسمية أو ائتمانات التصدير التي نؤمنها و تضمنها وكالات حكومية في الدول
الدائنة.
و
يهتم نادي باريس بإعادة جدولة الديون الخارجية الرسمية و المضمونة رسميا
التي تستحوذ على الجزء الأكبر من مديونية الدول النامية بصورة عامة و
الأقطار العربية بصورة خاصة، و يضم مجموعة من الدول الدائنة الأعضاء في
منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية أما الدول المدينة فلا تساهم في
اجتماعاته إلا بصورة انفرادية و عندما توجه لها الدعوة. و
يحضر اجتماعات إعادة الجدولة مراقبون من صندوق النقد الدولي و البنك
الدولي و منظمة الإنماء و التعاون الاقتصادي و تشمل إعادة الجدولة في إطار
نادي باريس الفوائد و الدين الأصلي.
و
يمثل النادي منبر تعالج من خلاله قضايا إعادة جدولة القروض الممنوحة و
المضمونة من طرف حكومات الدول المدينة.و يسعى هذا النادي إلى ضبط الطرق و
الوسائل الكفيلة لاستخدام و معالجة الديون الحكومية،أو تلك المقدمة من طرف
مؤسساتها أو حتى التي يقدمها المقرضين الخواص .و لكن بضمان الحكومات التي
ينتسبون إليها.و لقد وقع نادي باريس أكثر من 100 اتفاقية و ذلك مع 46 دولة حيث شملت 92 مليار دولار لتخفيف المديونية.
نستنتج
من هذا أن الدول النامية بعد أن استفحلت أزمة مديونيتها خلال العقدين
الماضيين لا تجد بدا من اللجوء إلى نادي باريس للتخفيف من ثقلها.كما يشير
الاعتماد المتزايد على النادي إلى عدم جدوى إعادة الجدولة في معالجة أزمة
المديونية. فلو كانت هذه العملية فاعلة لما طلبت دول مدينة كالسودان و
المغرب إعادة جدولة ديون مؤجلة نتيجة لعدم تحسن الحالة المالية و
الاقتصادية للبلدان المدينة و ارتفاع كلفة الديون المؤجلة.
فى انتظار مواضيـع آخرى ان شـاء الله ،
نسال الله العظيم ان يجعل اعمالنا خالصه لوجهه الكريم
نتمـــنى المشــاركه والتفــاعل من الجميـــع ،،