الحمد لله , نحمده و نستعينه ونستغفره , ونتوب إليه
, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ,
من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له
, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
, بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق
, ليظهره على الدين كله ,
بعثه الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً ,
وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ,
فبلغ الرسالة , وأدى الأمانة , ونصح الأمة
, وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين
, ووفق الله من شاء من عباده فاستجاب لدعوته ,
واهتدى بهديه , وخذل الله بحكمته من شاء من عباده
, فاستكبر عن طاعته , وكذب خبره ,
وعاند أمره , فباء بالخسران والضلال البعيد .
أما بعد
في رحاب وأطلال منتدى شباب العرب، لإقدم لكم
مواقف آمة القرآن من كتاب الله
أ- قسم أعرض عن كتاب الله وهؤلاء خُصماء رسول الله e يوم القيامة{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (30) الفرقان ، وليس الحديث معهم في هذه الرسالة .
ب- قسم يتلو كتاب الله تعالى ؛ لكنه لم يستشعر عظمته ، ولم يُدرك حقيقته ، ولم يقف على سلطانه ، ولم يَدْرِ أين إعجازه ، ومن أجله كانت هذه الرسالة .
ت- قسم يُراجع كتب التفسير ، وله همة في فهم كتاب الله ، لكنه يشعر بأنه ما زال بعيداً عن التدبر الحق لهذا الكتاب العظيم ، وهذا كتبت له رسالة " المرَاحِـلُ الثـَّمَان لطَالِب فَهْم القُرْآن ".
وقد كنتُ وأنا أُقلبُ الفكر في هذا الأمر ؛ أعجب ــ كما عجب أسلافنا
ــ
من مقولٍ بليــغ لعربي جاهــلي صنديدٍ عنيـــد وهو يصف الـقرآن المجيـــد ،
يقول : " والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من
كلام الجن ، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن
أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه" .
فلمــــا
قــرأتُ قــولَ بليـــغٍ أعجمي ! فرنسي !! فيلسوفٍ !!! ملحد !!!! وهو
جوزيف آرنست رنان زال ــ والله ــ عجبي منهم ، وبقي عجبي منَّا ، واسمع لما
يقول :
" تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والاجتماعية والأدبية وغيرها والتي لم اقرأها أكثر منمرة
واحدة ، وما أكثر الكتب التي للزينة فقط ، ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني
قراءته دائما هو كتاب المسلمين القرآن ، فكلما أحسست بالإجهاد وأردت أن
تنفتح لي أبواب المعاني والكمالات ، طالعت القرآن حيث أنني لا أحس بالتعب
أو الملل بمطالعته بكثرة ، لو أراد أحد أن يعتقد بكتاب نزل من السماء فإن
ذلك الكتاب هو القرآن لا غير ، إذ أن الكتب الأخرى ليست لها
خصائص القرآن" .
أليست هي بنفسها مقولة الوليد بن المغيرة ؟
فما الذي جعل الوليد وجوزيف ! يتفقان على أن القرآن (يعلو ولا يُعلى عليه) ؟
إنه قول الله Y{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (4) الزخرف .
من رسالة فن التدبر للشيخ عصام العويد
فى انتظار مواضيـع آخرى ان شـاء الله ،
نسال الله العظيم ان يجعل اعمالنا خالصه لوجهه الكريم
نتمـــنى المشــاركه والتفــاعل من الجميـــع ،،