الحمد لله , نحمده و نستعينه ونستغفره , ونتوب إليه
, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ,
من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له
, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
, بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق
, ليظهره على الدين كله ,
بعثه الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً ,
وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ,
فبلغ الرسالة , وأدى الأمانة , ونصح الأمة
, وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين
, ووفق الله من شاء من عباده فاستجاب لدعوته ,
واهتدى بهديه , وخذل الله بحكمته من شاء من عباده
, فاستكبر عن طاعته , وكذب خبره ,
وعاند أمره , فباء بالخسران والضلال البعيد .
أما بعد
في رحاب وأطلال منتدى شباب العرب، لإقدم لكم
وبه أستعين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...
فهذه تراجم مختصرة لأعلام السنة النبوية،
نضعها بين يدي طالبيها، لنقف أمام رجالٍ سَـخَّروا أنفسهم لخِدمة هذا
الدين العظيم تصنيفًا وتحريرًا وتعليمًا، رجالٍ وقفوا مع الثوابت والأصول
في ميادين الواقع، فكانوا القدوة والمنهج.
إن الوقوف على حال هؤلاء الرجال" أعلام السنة النبوية " لم يكن الهدف منه إلا تجسيد المنهج من خلال سيرة هؤلاء العلماء، والذي نفتقده في واقعنا المعاصر.
فالتاريخ هو فكر ومنهج، وواقع نعيشه، علّنا في هذه المختصرات لسيرة هؤلاء الأعلام أن نستنهض العزائم للاقتداء والتأسي.
[center]أهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
نعرض
للعَلَم بذكر اسمه واسم أبيه وجده، ثم الإشارة إلى تاريخ ولادته إن وجدت،
ثم ذكر بعض شيوخه وتلاميذه، والإخبار عن بعض مواقفه، ثم الإشارة لبعض
مصنفاته إن وجدت.
وأختمه بذكر تاريخ وفاته، مرتبةً بحسب سني وفياتهم، مع الإحالة لبعض المراجع المطولة.
والله الموفق
محمد بن إسحاق بن يسار (80 هـ - 151هـ)
الحافظ
أبو بكر المطلبي المدني نزيل بغداد من أقدم مؤرخي العرب وأحسنهم سياقًا
للأخبار عالمًا بالسير والمغازي وأيام الناس وأخبار المبتدأ وقصص الأنبياء.
ولد محمد بن إسحاق سنة ثمانين للهجرة، ورأى أنس بن مالك بالمدينة وسعيد بن المسيب، وحدَّث عن خلق كثير، كما حدَّث عنه جم غفير.
قال الزهري: "لا يزال بالمدينة علم جم ما دام فيهم ابن إسحاق".
وقال حرملة عن الشافعي: "من أراد أن يتبحّر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق".
وقال ابن حبان: "لم يكن أحد بالمدينة يقارب ابن إسحاق في علمه، أو يوازيه في جمعه".
وقد أمسك عن الاحتجاج بروايته غير واحد من العلماء لاعتبارات.
روى له مسلم في المتابعات، واستشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في كتاب: " القراءة خلف الإمام".
قال ابن حجر في التقريب: صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر.
له من الكتب: " السيرة النبوية" وقد اشتهر بها، رواها عنه ابن هشام، و"كتاب الخلفاء".
توفي على الأرجح سنة مائة وإحدى وخمسين من الهجرة، ودفن ببغداد. رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً.
للإستزادة:
"سير أعلام النبلاء" للذهبي، 7/ 33.
"تذكرة الحفاظ" للذهبي، 1/ 172.
" تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي، 1/ 214.
" تهذيب الكمال"، 54/ 405-429.
"الأعلام" للزركلي، 6/ 252.
" تقريب التهذيب.
فى انتظار مواضيـع آخرى ان شـاء الله ،
نسال الله العظيم ان يجعل اعمالنا خالصه لوجهه الكريم
نتمـــنى المشــاركه والتفــاعل من الجميـــع ،،
[/center]