السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
========
هل قراءة القرآن بأحكام التجويد واجب أم هو من باب تحسين القراءة؟
======
اولاً : اقوال العلماء القائلين بالإستحباب وليس بالوجوب
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس منالعلوم عن حقائق القرآن؛ إما بالوسوسة فى خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتهاوالنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك، فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عنفهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق ب "أأنذرتهم" وضم الميم من عليهم،ووصلهابالواو،وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك، وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت) (مجموع الفتاوى)(16/50)
وقال ابن القيم:
((فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها، ونحن نذكرما ذكره العلماء بألفاظهم))
قال أبو الفرج بن الجوزي:
قد لبس إبليس على بعض المصلين فيمخارج الحروف، فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة،وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب. قال: ولقد رأيت من يخرجبصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف فحسب، وإبليس يخرج هؤلاءبالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة،وكل هذهالوساوس من إبليس.
وقال محمد بن قتيبة
))وقد كان الناس يقرؤن القرآنبلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولاعلم التكلف، فهفوا في كثير من الحروف، وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عندالعوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين،فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثرتخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره، ثم يؤصل أصلاويخالف إلى غيره بغير علة، ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلبالحيلة الضعيفة، هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المدوالهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام، وحمله المتعلمين على المذهب الصعب،وتعسيره على الأمة ما يسره الله تعالى وتضييقه ما فسحه، ومن العجب أنه يقرىء الناسبهذه المذاهب ويكره الصلاة بها،ففي أي موضع يستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لاتجوز بها، وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه أو ائتم بإمام يقرأ بقراءته أنيعيد. ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث والإمام أحمد بنحنبل،وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقتهم، وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتهاوصعوبتها وطول اختلاف المتعلم إلى المقرىء فيها، فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتابعشرا وفي مائة آية شهرا وفي السبع الطوال حولا، ورأوه عند قراءته مائل الشدقين دارالوريدين راشح الجبين، توهموا أن ذلك لفضله في القراءة وحذقه بها. وليس هكذا كانتقراءة رسول الله ولا خيار السلف ولا التابعين ولا القراء العالمين، بل كانت سهلةرسلة .وقال الخلال في الجامع عن أبي عبدالله إنه قال: لا أحب قراءة فلان يعني هذاالذي أشار إليه ابن قتيبة،وكرهها كراهية شديدة وجعل يعجب من قراءته وقال: لا يعجبنيفإن كان رجل يقبل منك فانهه، وحكى عن ابن المبارك عن الربيع بن أنس أنه نهاه عنها.وقال الفضل بن زياد إن رجلا قال لأبي عبدالله: فما أترك من قراءته؟ قال الإدغاموالكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب، وسأله عبدالله ابنه عنها فقال: أكره الكسرالشديد والإضجاع، وقال في موضع آخر: إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به،وسأله الحسن بن محمد بن الحارث؛ أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة؟ قال أكرهه أشدكراهة، إنما هي قراءة محدثة. وكرهها كرها شديدا حتى غضب. وروى عنه ابن سنيد أنه سئل عنهافقال: أكرهها أشد الكراهة. قيل له:ما تكره منها ؟قال: هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد. وروى جعفر بن محمد عنه أنه سئل عنها فكرهها وقال: كرهها ابن إدريس، وأراه قال:وعبدالرحمن بن مهدي، وقال: ما أدري إيش هذه القراءة، ثم قال: وقراءتهم ليست تشبه كلامالعرب. وقال عبدالرحمن بن مهدي لو صليت خلف من يقرأ بها لأعدت الصلاة)) إغاثةاللهفان (1\160)